Page 119 - Amna_ Hiat Arabic
P. 119
نشـــأتها ،مفهومهـــا ،خصائصهـــا، التـــي تهـــدف إلـــى إرغـــام الخصـــم ـ وذلـــك مـــن خـــال مخاطبـــة العقـــول
أهدافهـــا وعلاقتها بحـــرب المعلومات، علـــى تبديـــل مواقفـــه السياســـية والمشـــاعر والعواطـــف؛ لتحقيـــق
فيمـــا عـــرض الفصـــل الثالـــث وســـائل لكـــي تتفـــق واتجاهـــات الدولة التي سياســـة الدول أو الدول المســـتخدمة
وأســـاليب الحـــرب النفســـية القائمـــة تمـــارسأســـلوبالضغـــطالاقتصـــادي. لهـــا ولأهدافهـــا» ،مؤكـــ ًدا أن الحـــرب
على :الدعايـــة ،إثارة الفوضـــى وافتعال إبـــراز قـــوة تأثيـــر الشـــائعة فـــي النفســـية ما هي إلا فرض أيديولوجيات
الأزمـــات ،تزييـــف الوعـــي والتحـــولات المعنويـــات وقدرتهـــا الهائلـــة على وأفـــكار ومعتقـــدات ونظـــم سياســـية
العقائديـــة ،الحـــرب الإعلاميـــة ،الحـــرب الانتشـــار والتـــداول والوصـــول إلـــى واقتصاديـــة مـــن جانب طـــرف على آخر
الاقتصاديـــة ،واســـتعرض الفصـــل أكبـــر عـــدد مـــن الأفـــراد والجماعـــات أو عـــدة أطـــراف ،فـــي حيـــن أن الحـــرب
الرابـــع مواجهـــة الحـــرب النفســـية بد ًءا العســـكرية هـــي فـــرض إرادة طـــرف
مـــن تقويـــة الجبهـــة الداخليـــة وتنمية عبـــر مســـافات طويلـــة. علـــى آخر ســـواء بالاحتـــال أو بالإخضاع
الثقـــة بالنفـــس ،ومـــرو ًرا بتفعيـــل بيـــان آليـــات التحـــدي والصمـــود في العســـكري ،وفـــي كلتـــا الحالتيـــن فإن
الاتصـــال الجماهيـــري ،والنهـــوض مواجهـــة الحـــرب النفســـية ،وإيضاح الحـــرب ســـواء أكانـــت العســـكرية أم
بالوعـــي المجتمعـــي ،ونشـــر وســـطية كيفيـــة تصديرهـــا إلـــى الخصـــم النفســـية فإنهـــا تهـــدف إلـــى إخضـــاع
الديـــن الإســـامي ،وتحقيـــق الريادة في وتحطيـــم معنوياتـــه وتجريـــده
السياســـة الخارجية ،والدعاية المضادة مـــن إرادتـــه ،وتأكيـــد رغبتـــه فـــي وإضعـــاف الطـــرف الآخـــر.
ودحـــض الشـــائعات الهدامـــة ،وانتها ًء
بتوجيـــه ضربـــات نفســـية ومعنويـــة ا لا ستســـا م . وقد هدفت هذه الدراسة إلى ما يلي:
وقـــد أكـــدت الدراســـة أنـــه علـــى الرغم
للعـــدو. مـــن حداثة اســـتخدام مصطلح «الحرب إبـــراز مفهـــوم الحـــرب النفســـية
وفـــي الفصـــل الخامس عـــرض الباحث النفســـية» إلا أنـــه قـــد تـــم اللجـــوء إليه والتمييـــز بينهـــا وبيـــن حـــرب
خلاصـــة الدراســـة وتوصياتهـــا التـــي منـــذ أقـــدم العصـــور؛ إذ أشـــارت إلى أن المعلومـــات وحـــروب الجيـــل الرابـــع.
جـــاءت على شـــكل خطة إســـتراتيجية المخطـــط العســـكري الصينـــي «صـــن إلقـــاء الضـــوء على أســـلوب الدعاية
يمكـــن أن تســـهم فـــي إجهـــاض تـــرو» قـــد كتـــب فـــي القـــرن الخامـــس ودوره فـــي الســـيطرة على ســـلوك
حمـــات الحـــرب النفســـية والمعنويـــة قبـــل الميـــاد كتابـــه الشـــهير «فـــن
التـــي تســـتهدف اســـتقرار الأمتيـــن الحـــرب» الـــذي أوضـــح فيـــه الأهميـــة الخصـــم واتجاهاته.
العربيـــة والإســـامية وكياناتهـــا الحقيقيـــة لتدميـــر إرادة وعزيمة العدو بيان ما يحدث للمجتمع من تشـــتت
ومقدراتهـــا ،وقســـمها الباحـــث إلـــى على القتـــال دون أن يخوض أي معركة واضطرابات جراء مـــا تثيره الفوضى
اثنـــي عشـــر محـــو ًرا هـــي :المحـــور قتاليـــة ،وذلـــك عندمـــا قـــال« :إن أعظم الهدامـــة وتفتعلـــه الأزمـــات كأحـــد
التعليمـــي ،المحـــور الإعلامـــي ،المحـــور درجـــات المهـــارة هي تحطيـــم مقاومة
الدينـــي ،المحور الاســـتخباراتي ،المحور العدو قبـــل القتال» وأي ًضـــا حينما قال: أســـاليب الحرب النفسية.
الإســـتراتيجي ،المحـــور الدبلوماســـي، «إن كل الحـــروب تقـــوم علـــى الخـــداع، إظهـــار الـــدور الـــذي يؤديـــه غســـل
المحـــور التشـــريعي ،المحـــور الأمنـــي، ولهـــذا عندمـــا تكـــون قـــاد ًرا علـــى الدمـــاغ في إعادة تشـــكيل التفكير
المحـــور المجتمعـــي ،المحـــور الرياضي الهجـــوم ،ينبغـــي أن تتظاهر بأنك غير وتطويـــع الأفـــكار وتغييـــر القناعات
والترويجـــي ،المحـــور الثقافـــي ،المحور قـــادر ،وحينمـــا تقتـــرب اجعـــل عـــدوك
الأســـري ،وقـــد خـــص كل محـــور مـــن يؤمـــن بأنـــك بعيـــد ،وحينمـــا تكـــون الـــرأي والمعتقـــدات.
هـــذه المحـــاور بعـــدد مـــن التوصيـــات بعي ًدا اجعله يشـــعر بأنـــك قريب ،أوجد الوقوف على أهم الأوراق الماســـونية
العلميـــة والعمليـــة التي يمكـــن الأخذ التي تســـيطر وتتحكم فـــي العقل
بهـــا لإجهاض حمـــات الحرب النفســـية اضطرابـــات عنـــد العـــدو واســـحقه».
والمعنوية التي تســـتهدف أبناء الأمة، والتفكير.
والتـــي تســـعى إلـــى تحقيـــق الأهـــداف وقد جاءت الدراسة في خمسة فصول: تســـليط الضـــوء علـــى مـــا يثيـــره
أســـلوب تمزيـــق الوحـــدة الوطنيـــة
المرجـــوة مـــن الدراســـة. تنـــاول الفصـــل الأول الإطـــار النظـــري مـــن فتـــن وصراعـــات بيـــن الطوائف
للدراســـة :أهدافهـــا ،أهميتهـــا، والأحـــزاب والملـــل والفـــرق المتعدة؛
تســـاؤلاتها ،منهجها ،وتنـــاول الفصل لإدخـــال الـــدول المســـتهدفة فـــي
الثانـــي ماهيـــة الحـــرب النفســـية: دوامـــة من العنـــف والفوضى وعدم
الاســـتقرار.
إيضـــاح أهـــم الإجـــراءات الاقتصاديـــة
119